الزاوية القاسمية في الهامل هي واحدة من مؤسسات العلم وقلاع المعرفة وحصون الهوية الوطنية في الجزائر فقد تخرج فيها علماء، أعلام ومشايخ كرام ، ومن بينهم السيدة الفاضلة العالمة لالة زينب ابنة الشيخ الإمام محمد بن أبي القاسم الهاملي شيخ و مؤسس الزاوية القاسمية، المرأة الوحيدة التي تولت مشيخة زاوية صوفية في الجزائر .
نشأتها:
ولدت لالة زينب القاسمية سنة 1850 بالهامل ونشأت في حجر والدها، وهي ابنته الوحيدة، تعلمت القرآن الكريم وعلومه على يديه، ثابرت على الدرس والتحصيل بذكاء نادر. كرست حياتها للعلم والعبادة والزهد وفعل الخير، ونذرت نفسها لخدمة الفقراء والمحتاجين.
وبالرغم من استخدام فرنسا لكل الوسائل النظيفة منها والقذرة لزحزتها عن موقفها وإجبارها عن التنازل، من خلال التهديد، الوعيد، الترغيب، الاستجواب، الإقامة الجبرية، الدعاية المغرضة، والحرب النفسية، إلا أن كل محاولاتها باءت بالفشل أمام إصرار وعزيمة وكفاح لالة زينب.
راسلت في قضيتها كل المفتين والأئمة المشهود لهم بالعلم والخير والصلاح ووقف جميعهم إلى جانبها وأيدوها في حقها في خلافة والدها، والبقاء على رأس الزاوية، ومنهم شيخ الأزهر آنذاك حسونة النواوي، وكذلك قاضي الجزائر الشيخ ابن الحفاف.
وبعد هدوء العاصفة وزوال المخاطر، واصلت السيدة زينب مسيرة والدها الرائدة، وسارت على نهجه وحافظت على طريقته، من تعليم العلم، وإرشاد الخلق وفك النزاعات، وإطعام الطعام والإحسان للفقراء والمساكين.
من أبرز أعمال لالة زينب :
قيادة الزاوية والقدرة على تسييرها بنجاح فائق:
ـ بناء المسجد:
ولعل من أبرز أعمالها التي خلدت ذكرها، وشهدت لها بالتسيير الحسن وبعد النظر والقدرة على التحكم في مداخيل الزاوية وتوظيفها أحسن توظيف هو مواصلة بناء مسجد والدها المسجد القاسمي الذي يعتبر تحفة معمارية فريدة من نوعها، وآية من آيات الفن الإسلامي، استهلك آلاف الفرنكات وبنائيين من جنسيات مختلفة إيطالية تونسية مغربية وفرنسية، ساهمت كلها في إنجاز هذا المشروع الضخم الذي كان يعد حسب ظروف المكان والزمان مظهرا من مظاهر الروعة والجلال والغنى، ودليلا على عناية السيدة بالدين الإسلامي وتخليدا لذكرى والدها الراحل وقد تم البناء سنة 1904 أي بعد سبع سنوات من وفاة الوالد.
وفاتها:
توفيت لاله زينب يوم 19 ديسمبر 1904 عن عمر يناهز 54 سنة غير أن ذكراها وأعمالها لايزالا خالدين ليومنا هذا، نسأل الله أن يتغمدها برحمته .
المراجع
تعليقات