الأمثال الشعبية الجزائرية

الأمثال الشعبية هي رصيد ثقافي وخزان فكري إجتماعي وقد ساد أنها الحكمة للعقلاء لما فيها من الأراء والأحكام الصائبة والمثل هو ماقيل في موقف معين وبقي يقال كلما جاء موقف مماثل أو مشابه له والهدف الأول من الأمثال الشعبية وهو تهذيب النفوس وتقويم السلوكيات .







تختلف مصادر الأمثال الشعبية الجزائرية فهناك التي تفرزها حادثة أو حكاية حيث تلخص خبرة حياتية أو موقف في تعليق موجز وأخرى مقتبسة من أمثال العربية الفصحى بالنص أو مع شيئ من التغيير ليتماشى مع اللهجة الدارجة كما توجد أمثال مستوحات من الأغاني الشعبية الجزائرية.

• من أشهر الأمثال الشعبية الجزائرية :

مانقطع الواد حتى نشوف حجاره و مانمشي في ليل حتى يطلع نهاره ومنصاحب الصديق حتى نسمع أخباره: لا تقطع الوادي حتى تتضح لك أحجاره أي يقل منسوبه.

ولا تتمشى في الليل حتى يطلع نهاره المقصود حتى يطلع الفجر و يتبدد الظلام.
ولا تصاحب صديقا حتى تعرف خبره و معدنه و حقيقته و نعته.

يلي فاتك بالزين فوته بالنظافة ولي فاتك بالفهامه فوته بالظرافة: بمعنى أن كل من الجمال والذكاء هي من عطاء الله فلا يستطيع أي منا إعتراض والحمدلله لكن النظافة ومكارم الأخلاق من صنعنا فلنتفوق عليهم.

طوت العشرة ويبان الذهب من القشرة : مع مرور الوقت تكتشف من صديقك الحقيقي من صديق المصلحة .
الحديث والمغزل : بمعنى حتى وأنت تتكلم أكمل ما عملك .

لسانك إذا صنته صانك وإذا خنته خانك :بمعنى الكلمة التي ينطقها الإنسان محسوبة عليه إما أن تصون كرامته و تنشر قيم التسامح والود أو تكن قنبلة موقوتة تدمر الأخضر واليابس.

الفم المغلوق ما تدخله ذبانة :يؤكد هذا المثل أن السكوت أحسن طريقة لتجنب المشاكل.

القط كتبعده الشحمة يقول ما انتنها: ويقال للذين عجزوا عن الوصول إلى أشياء ولم يقروا أنهم هم العاجزين بل يذكرون عيوب في تلك الأشياء على أساس أنهم هم من ترفعوا عنها.

يد وحدة ماتسفق :يحث على التعاون لأن الشخص لوحده لا يستطيع عمل كل شيئ.

يفنى مال الجدين وتبقى حرفة اليدين: بمعنى الموروث من المال سيفنى حتما ةلو طال الزمن وسيبقى ماتعلمته من حرف وصناعات تعمل به دائما وخير قدوة سيدنا النبي داوود  عليه السلام كان لا يأكل إلا من عمل يديه وهوكان خليفة الله في الأرض.

دير الخير وأنساه وإذا درت الشر أتفكره:إذا أسديت معروفا فلا تذكره حتى مع نفسك و إذا أخطأت فعليك تعود عن الخط وتذكر نفسك دائما به من أجل تهذيبها

مول التاج ويحتاج : بمعنى لا وجد شخص على وجه الأرض لا يحتاج مساعدة حتى أكثرهم غنى.

لفاته زمانه مايطمع في زمان الناس : أذا كبر الشخص فعليه ألا يقوم بأشياء الخاصة بمن هم أصغر من سنا.

إذا فاتك الكلام قول سمعت وإذا فاتك الطعام قول شبعت : بمعنى من كان خار جماعة وفاته الحديث فلا يجبر الجماعة بإعادته من باب التهذيب أما الجزء الثاني فيهدف إلى نفس المعنى أي أن قناعة الشخص تجعله شبعان حتى ولم يأكل.

لايغرك نوار الدفلة في الواد داير ضلايل ولا يعجبك زين الطفلة :وهي الصبية في اللهجة الجزائرية حتى تشوف لفعايل : يحدث هذا المثل الناس التي تخدعها المضاهر فيحثها على رؤية الأخلاق.

المكسي بقش الناس عريان:يؤكد هذا المثل على ضرورة الإعتماد على النفس لأن من يعتمد على الناس في غيابهم لايعمل شيئ.
ما يحس بالجمرة غير لكواته :يقال هذا المثل في الشخص الذي يشتكي همه لأناس لم يمروا بنفس التجربة وبالتالي لن يحسوا ما أحس به.
المندبة كبيرة والميت فار :يقال عند تهويل الأمور وإعطائها أكثر من حجمها.

ربي يخلف على الشجرة ميش على قصاصها : قال هذا المثل للناس التي تستغل الغير ضنا منها أنها فازت فيذكرونها بوجود الله الذي لا يضيع عنده حق وأنه سيعوض المستغلين بفتح الغاء.

كول وش يعجبك وإلبس وش يعجب الناس : يحث على ضرورة الإهتمام بالعلاقات الإجتماعية.

ضربة بالفاس ولا عشرة بالقادوم: بمعنى إذا كنت بصدد إنجاز عمل ما فيجب عليك عمله مرة واحدة ولا تقسمه على مراحل وتتماطل فيه.
بيت الرجال ولا بيت المال: لأن الرجال هم من يأتون بالمال أما المال فلا يصنع الرجال والرجل هنا ليس بمعنى الذكر وإنما رجل بصفاته وقيمه وشهامته.

حوحو يشكر روحو : ويطلق على من يزكي نفسه و المفروض أن الناس هي التي تشهد على المرء وخصاله الحميدة.

• غير أننا نجد من أشهر الأمثال الشعبية الجزائرية أمثالا تتنافى مع قيمنا الأخلاقية كمسلمين وتحث على أفكار غير سوية منها

أنا وخويا على بن عمي و أنا وبن عمي على البراني: وهذا النوع من الأمثال يشجع على نصرة المظلوم وعدم إحقاق الحق كما يشجع عللى التحالفات.

أتعلم الحفافة في راس اليتامى: أين هذا المثل من قوله تعالى: (فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ).

العصى لمن عصا : ويحث هذا المثل على العنف وإستبعد كل وسائل التربية الممكنة كالرشد والتوعية والمصاحبة.
وأمثال أخرى تحط من قيمة المرأة من مرحلة ولادتها إلى شبابها وكبرها فمثلا يقال للمرأة عندما تضع مولودها إذاكان ذكر مبارك مازاد عندك وإذا كانت أنثى يقال لها الحمد لله على سلامتك قمة العنصرية.
هم البنات للممات

تربية مرأة

شاور المرأة ولا تاخذ برايها

كل هذه الأمثال وأخرى تظهر المرأة على أنها مخلوق دوني أين هم من قول الرسول صلى الله عليه وسلم (وَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا)
وقال صلى الله عليه وسلم (إِنَّمَا النِّسَاءُ شَقَائِقُ الرِّجَالِ) رواه أبو داود.
ويفهم من هذا تبعاً أنهن مستويات مع الرجال في الكرامة الإنسانية، أما الحقوق والواجبات فموزعة بحسب فطرة الله التي فطر كلاً من الرجال والنساء عليها لتتم عِمارة الكون.
ومن هنا نستنتج انه ليس كل ما يورث خاصة من الأمثال الشعبية يستمسك به، يجب أن ينتقي الشخص ما ينفعه وينفع أن يورثه للأجيال القادمة .