حسب الرواية الشائعة، فإن حيزية بوعكاز بنت أحمد بن الباي شابة جزائرية من عائلة محافظة من عرش الذواودة، ولدت عام 1855، وعاشت حياة بدوية في الخيم متنقلة مع قبيلتها بين قرية سيدي خالد بمدينة بسكرة جنوب الجزائر، ومنطقة بازر في العلمة شرقي الجزائر.
جمعتها علاقة حب قوية بابن عمها "سعيد" الذي نشأ يتيما وكفله والدها. غير أنه كان حلما حكم له يوما بالموت، فأسرة حيزية لم تقبل أمر زواج ابنتهم بابن عمها رغم إلحاح سعيد وقام والدها بطرده بعد انتشار أخبار عشقهما خوفا على سمعة ابنته،هذا الأمر سبب حالة نفسية متوترة لدى حيزية، فقد إمتنعت عن الكلام وخاصة مع أبيها الذي إزداد غضبه عليها لمعارضتها لقراره وحاول تزويجها عنوة لأحد فرسان القبيلة الذين كانوا يتسابقون للفوز بقلبها لشدة جمالها وسحرها.
غير أن قرار حيزية لم يتغير فهي ترى نفسها ملكا لابن عمها، ولا يسمح لأي أحد آخر بالتقدم لخطبتها. و بعد أشهر سافر أبو حيزية برفقتها و زوجته إلى صحراء بعيدة خوفا من هروب ابنته، وخوفا أن يلحقه العار، بقيت حال حيزية النفسية في تدهور مما أثر على صحتها وأصابها مرض خطير هذا ما أدى بأبيها إلى إتخاذ قرار العودة وموافقة على زواجهما لتتوفى بعد فترة وجيزة من زواجهما وعمرها لا يتجاوز 23 سنة.و هكذا تموت حيزية و تترك فراغا شاسعا في حياة ابن عمها الذي لم پرض بالبقاء على قيد الحياة بدون من أحبها.
لم تكن حيزية المرأة الجزائرية الوحيدة التي عاشت قصة حب عنيفة وقتها، ولكن الفضل بتخليدها تاريخيا وشهرتها يعود إلى قصيدة بعنوان "حيزية" كتبها الشاعر محمد بن قيطون بطلب من حبيبها "سعيد" بعد وفاتها.
عزوني يا مـــــــــــلاح في رايس لبــنات *** ســــكنت تحت اللحود نـــــــــاري مقديا
يــاخي انـــا ضريـــــر بيا مــــــا بيا *** قــلبي سافر مع الضـــــــامر حيزيــــه
يا حصراه على قبيل كـــــــــــنا في تاويل *** كي نوار العطـــــــيل شاو النقصــــــيا
ما شفنا من أدلال كي ظل الخــــــــــــيال *** راحت جدي الغزال بالــــــــجهد عليــــا
وإذا تمشي أقبــــال تســـــــلب العــقال *** أختي بــاى المحال راشـــــق كمـــــيا
طلقت ممشوط طاح بروايـــــــــح كى فاح *** حاجب فوق اللماح نونـــــــين بريـــــا
عينك قرد الرصاص حربي فى قرطـــــــاس *** ســورى قيـاس فى يدين حـــــــــربيا
خدك ورد الصباح و قرنفل وضــــــــــاح *** الدم عليه ساح مــــثل الضوايــــــــا
شوف الرقبة خيار من طلعة جمار *** جعبة بلار و العواقد ذهبيــــــــــــا
فى بازر حاطين أنصـــــــــبح فى الزين *** واحــــــنا متبســـطين فى خير الدنيا
نصبح فى الغزال انصرش للفــــــــال *** كالى ساعي المال وكنوز قويـــــــــا
ما يسواش المال نقحات الخلخــــــــال *** كى انجبي للجبال نلقى حيزيــــــــــا
تتسحوج فالمروج بخلخيل تســــــــوج *** عقلي منها يروج قلبي وأعضــــــــيا
فالتل مصيفين جيـــنا أمحــــــــدرين *** للصحراء قاصدين نا والطوايــــــــا
الأجحاف مغلقـــين و البارود إنـــــين *** الأزرق بي يمين ساحة حيــــــــزيا
ماذا درنا أعراس لزرق فى الـــــمرداس *** يدرق بي خلاص في روحنيـــــــــا
تاقت طول العـــــــلام جوهر فالتبسام *** تمعني فالــــكلام و تفهم فيــــــــا بنت الناس المـــلاح زادتــني كيـــــا
حطوها في لكفان بنت عالي الشـــــــان *** زادتني حمان نفضت مخ حجايــــــــا
حطوها في فنعاش مطبوعة الاخــــــراس *** راني وليت باص واش إلي بيـــــــــا
في حومتها أخراب كي نجم الكــــــوكاب*** زيد أقدح في أسحاب ضيق العشــــــويا
كثرت عني هموم من صافي الـــــخرطوم *** ما عادتش أتقوم في دار الدنيــــــــا
ماتت موت الجهاد مصبوغة الاثــــــماد*** قصدوا بيها بلاد خالد مسميـــــــــا
عشَّـات تحت الألحاد موشومة الأعضــــاد*** عــين الشـراد غابت على عينيا
*** أحفار القبور سايــــــس ريـم الـــقور
وقد غنى هذه الأسطورة عبد الحميد عبابسة
المراجع:
تعليقات
وكنت أضن أنا حزية انتحرت واستعملت النيلة في ذالك وسعيد مات حزنا عليها
يعطيك الصحة 👍